قد تتخلل قصص الشاهنامة قصص داخلية يمكن دراستها منفكة عن الحوادث الأصلية. من تلك القصص ما يجري حول ابن أفراسياب المعروف بـ «سرخه» الذي ينتهي مصيره، في الحرب التي وقعت بين إيران و طوران و هو يطلب فيها بثأر سياوش، بما انتهي إليه مصير «سياوش» علي يد «رستم».
والسؤال الذي يتبادر إلي الذهن هو أنه: لماذا لم ينصرف رستم عن قتل هذا الشاب البريء؟ فالإجابة عن هذا السؤال هو أن الرجل في القصص الملحمية إذا وقف إلي جانب الأعداء فهو منهم، صالحا كان أو مسيئا، و هذا كما نراه في غاية سياوش حيث قتله أفراسياب، ولم ينصرف عنه، مع ماكان له من الصفات النبيلة. ثم إن الأقدار هي التي تحكم في الملاحم، فإذا حكمت للموت فلا مرد لحكمها بشيء.
إذن لابد أن يعالج هذا النوع من القصص التي تنتهي عادة إلي موت البطل من منظر ملحمي. فإن الشاهنامة مجموعة من القصص الملحمية، و إن اختتمت هذه الملاحم اختتاما تراجيديا. فيسعي المقال الذي بين أيديكم إلي معالجة الأسباب التي انتهت إلي مقتل هذا الشاب بيد رستم، مما أدي إلي سخط القارئ له، و ضجر الشاعر منه.